اكتب هذا المقال ليس من أجل اشباع رغبتى فى الكتابة أو تسويد الصفحات بكلام من هنا ومن هناك .. ولكن لكي أدق وبشدة ناقوس خطر اجتماعي حقيقي ومدمر للكيان الأسري وللمجتمع كله .. ومع ان الموضوع مطروح على شبكة الإنترنت ذاتها .. واقصد ظاهرة الجنس الألكتروني أو السايبر سكس .. وما يتبعها من خيانة الكترونية توفرها بسهوله شديده التكنولوجيه الحديثة بالصوت والصورة .. ثم لايقف الأمر عند هذا الحد بل يتطور إلى استعمال الموبايل كأسلوب أكثر فاعليه فى ممارسة هذا الجنس الألكتروني .. على النحو الذى سنوضحه بعد قليل ان شاء الله تعالى
.
أقول رغم أن هذا الموضوع مطروح على الإنترنت .. إلا أن هناك عدة اسباب تمنع من الإستفادة بمثل هذه التحذيرات منها أولا : استئثار الجاني ( الزوج أو الزوجة أو البنت أو الولد ) غالبا بجهاز الكمبيوتر داخل البيت وغياب الأطراف المجنى عليها وتغافلهم عما يحدث ويدور داخل بيوتهم وغرف نومهم .. وحتى الأزواج أو الأباء الذين تصلهم مثل هذه التحذيرات يستبعدون دائما زوجاتهم وبناتهم من هذه الدائرة الجهنمية .. ولايتصورون أبدا أن يقع منهن مثل هذه الأمور .. لاسيما إذا كانت زوجاتهم من الملتزمات ببعض المظاهر الإسلامية مثل الحجاب أو النقاب .. بينما هناك ازواج يقنعن ازواجهم بأنهن يحادثن صديقاتهن أو أنهن يحادثن الأجانب لتعلم اللغة الإنجليزية أو انهن يدخلن على مواقع اسلامية إلى آخر تلك الأعذار التى قد تكون صحيحه .. ولكنها فى الغالب مجرد اقنعة لإخفاء الوجه القبيح لتلك التكنولوجيا المدمرة
.
لقد قرأت كثيرا عن مثل تلك الظاهرة المدمرة .. ورأيت أن كثيرا من تلك الكتابات هى فى ذاتها محاولة للترويج لتلك الظاهرة حين تظهر مزايا هذه الخيانة الألكترونية التى تدور من خلال أقنعة النت .. والتى لايخسر فيها أي من الطرفين شيئا ماديا يذكر كتلك التى تحدث فى الخيانات الحقيقية .. هذا طبعا بمنطق الماديين .. أما بمنطق الإسلام فالخسارة جسيمة .. حيث تفقد الزوجة مع الوقت قيمة الشرف والكرامة وتتصرف فى حياتها كعاهرة محترفة .
أما عن ميكانزم الخيانة الألكترونية ذاتها .. فالأمر يبدأ بالدخول إلى مواقع وبرامج الشات والمحادثة .. وهناك مواقع انتشرت مؤخرا لتوفر عليك الوقت والجهد والدخول العشوائى .. وتقوم بدور الخاطبة أو القواده بمعنى اصح .. فما على الزوجه أو الفتاة إلا أن تكتب مواصفاتها وتشرح محاسنها .. وتكتب شروطها فى طلب الصداقة أو الزواج .. بل من المضحكات المبكيات أن كثيرا من الزوجات يطلبن على سبيل المزاح أو على سبيل البحث الحقيقي .. عن الزواج بآخر ويكتبن مواصفات فتى احلامهن .. وتحلم الزوجة بالفعل بالطلاق من زوجها الحالي والإرتباط بآخر .. كل ذلك والزوج المغفل لا يعلم من امرها شيئا ) .. وفى المقابل يكتب الشباب والأزواج أيضا مواصفاتهم وومؤهلاتهم وشروطهم واحلامهم فى فتاة أحلامهم .. ويقوم كل طرف بالبحث عن الطرف الآخر الذى يرغب فى التعرف عليه .. واحيانا تكتب االفتاة أو الزوجة رقم تليفون منزلها وفى الغالب تكتب رقم محمولها خصوصا فى المواقع التى تفرض اشتراكات ماليه .. وكذلك يفعل الرجال والشباب .. فيحدث التلاقى السريع والتعارف وتبادل صورهن حتى يسهل التخيل .. وتبدأ الخيانة الإلكترونية وممارسة العادة السرية من خلال الموبايل .. والتى قد تتطور كما قلنا إلى مقابلات وممارسات جنسية حقيقية
.
وهنا ينبغى أن نلفت أنظار الأباء والأزواج إلى أن كثيرات ممن احترفن البغاء أو الدعارة الألكترونية يلجأن فى الغالب إلى استعمال خط سرى لايعلمه الزوج أو أهل البيت .. حتى إذا ملت الزوجة أو البنت من تلك العلاقات أو ارادت أن تتراجع أو ان تتوب بعد ان تكون قد مارست الجنس الإلكتروني مع طوب الأرض .. وسمعت منهم كل شىء واسمعتهم كل شىء .. يخطر على بالك أو لا يخطر .. تقوم بكسر الشريحة السرية التى تمتلكها وتنقطع بذلك صلتها بكل الرجال والشباب الذين تعرفت عليهم ومارست الجنس معهم .. ويادار ما دخلك شر كما يقولون .. بينما الشر قد دخل ومن الصعب أن يخرج
.
وأما عن الأسباب الحقيقية التى تدفع بالزوجة أو الزوج أو البنت أو الإبن لمثل تلك الظاهرة المدمرة للشرف والكرامة .. فهى شعور المرأة بالحرمان الجنسي والحرمان العاطفي وسط مظاهر الشحن الجنسي المبرمج والمنتشر داخل البيوت وفى كل مكان .. وتجاهل الزوج أو الزوجة لمشاعر ومتطلبات ورغبات الطرف الأخر .. بل يظن احدهم انه سبع البرمه .. وانه لم تأت بمثله ولاده .. بينما فى الحقيقة زوجته تستجدى الجنس والشهوة والرغبة من كل هب ودب على شبكة النت والمحمول .. وبشكل مهين
.
كما أن افتقاد الإحترام بين الأزواج .. يدفع بهم إلى البحث عن صداقات ظاهرها الرحمه والإحترام وتبادل الحوار والمعلومات .. وباطنها العذاب والبحث عن المتعة المحرمة .
والحل يكمن اولا فى ازالة الأسباب المؤدية للحرمان الجنسي والعاطفي .. واحترام كل طرف للآخر وعدم اهدار كرامته .. ومع ذلك كله نؤكد على انه لابد من حظر استعمال برامج المحادثة داخل البيوت وعدم السماح بها نهائيا و تحت أى مبرر .. كما لابد من أن يخضع محمول الزوجه أو البنت إلى رقابة ولي امرها .. وليكن ذلك باسلوب لطيف ودون اثارة الشكوك .. فمقالنا هذا لم نكتبه لتشكيك الأزواج فى زوجاتهم .. ولكن للتنبيه على خطر عظيم لايمكن تجاهله وسط مشاكل الحياة ومغرياتها التى طالت غرف نومنا .. وليعلم كل منا أن كل انسان على وجه هذه الأرض لديه القابلية على الإنحراف والغواية .. ولايستثنى من ذلك احد كائنا من كان .. ولكن الإنسان يمنعه العقل والدين والسلطان من الوقوع فى مثل تلك الأمور .. ولكن فى ظروف معينة .. قد يأت من يزين و يوسوس ويزيل عن الإنسان قناعاته العقلية .. والدينية التى تربى عليها .. ويزيل عنه أيضا الخوف من سلطة اولى الأمر لاسيما بالتخفي وراء اقنعة النت والمحمول .. فيغوى بالزوجة أو البنت ويهوى بها إلى مستنقع الرذيلة وفكر المراحيض .. وليعلم كل زوج أو اب أنه حينما يسمح بدخول برامج ومواقع المحادثة والشات داخل بيته .. بأنه بذلك قد حول بيته إلى ماخور أو بيت عالمي للدعارة الكلامية والشفويه بكل معنى الكلمة .. يرتاده آلاف الرجال والشباب والمخنثين والشواذ والسحاقيات من جميع انحاءاالعالم ومن خلال الشبكة العنكبوتية والمحمول .. تغتال فيه كل معانى الشرف والكرامة على ارض الواقع .. وهذا للعلم فقط .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد .